حياته :
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ، من قبيلة عدي ، لقب بالفاروق لانه فرق بن الحق والباطل ، وهو اول من لقب بامير المؤمنين ، ولقب ايضا بابو الحفص والحفص هو الاسد . ولد في مكة عام 587 م اشتغل بالرعاية ثم احترف التجارة ، كان عادلا ، شجاعا ، قويا ، شهما ومشهورا بالرؤيا الصادقة ، لهذا كان يتمنى الرسول صلى الله عليه وسلم دخول عمر بالاسلام لقوله " اللهم اعز الاسلام بعمر " .
كيفية وصوله للخلافة :
اختير الخليفة عمر بن الخطاب خليفة بطريقة العهد ، حيث عهد اليه الخليفة ابو بكر الصديق اثناء مرضه وقبل وفاته بالخلافة بعد ان استشار الصحابة والسلف الصالحين ذوي الراي الصائب والعقل الراجح ( اهل الحل والعقد ) وحصل على موافقتهم على مبايعة عمر ليكون ثاني الخلفاء الراشدين .
اعماله العسكرية :
1) اتمام حرب الشام :
ان عمرا تسلم رئاسة الدولة عشية موقعة اليرموك فارسل يعزل خالدا وعيين ابا عبيدة قائدا للجويش الاسلامية ، وكانت موقعة اليرموك حاسمة ، كان النصر فيها حليف المسلمين واهميتها القضاء على الجيش البيزنطي ودحره ، ثم فتحت الطريق السوريه امام جيوش المسلمين . وكذلك فقد بينت هذه المعركة مدى ضعف وتفكك الدولة البيزنطية واظهرت قوة العرب ومقدرتهم في الحروب الخارجية .
2) الاستمرار في حرب فارس :
حين تسلم عمر الخلافة ارسل جيشا الى العراق بقيادة ابي عبيدة الثقفي الذي التقى بالفرس في موقعة الجسر حيث قتل وهزم المسلمون ، ونتيجة لذلك بدا الطرفان يستعدان للمعركة الفاصلة .
ارسل عمر بن الخطاب سعد بن ابي وقاص في جيش جديد اشتبك مع الفرس في موقعة القادسية الفاصلة ، ودامت المعركة ثلاثة ايام قتل اثنائها رستم قائد الفرس وانهارت جيوش فارس ولاذ البقية بالفرار . وهكذا فتحت الطريق الى المدائن عاصمة الفرس واحتلها المسلمون بعد حصار دام شهرين ، وفي نفس السنة قابل المسلمون الفرس في معركة جلولاء فانتصر المسلمون وسقطت حلوان والهواز بايديهم وغنم المسلمون غنائم كثيرة ، وعلى اثر ذلك وقع الفرس مع المسلمين هدنة دامت 4 سنوات ، بموجبها كانت سلسلة جبال فارس الحد الفاصل بين الطرفين ، وضمان الحرية الدينية مقابل دفع الجزية . ونقض الفرس هذه الهدنة وتجددت الحرب ، والتقى الجيشان في معركة نهاةند عام 642 م وهزم فيها الفرس ، وهرب ملكهم يزدجرد الثالث ، وظل هاربا متنقلا الى سقطت الامبراطورية الفارسية وزالت عن الوجود .
3) فتح مصر :
كانت مصر ولاية رومانية منذ 30 ق.م. وكان فتحها سهلا بسب حالة التفكك التي كانت قائمة والنقسام المذهبي واضطهاد الروم للمسحيين الاقباط وضعف الدولة البيزنطية .
بدات الحرب على مصر عام 639 م فاستولى عمر بن العاص على حصن بابليون ثم سارت الجيوش الاسلامية فحاصرت الاسكندرية التي استسلمت عام 641 م ووقع الحاكم المصري " المقوقس " اتفاق صلح مع العرب ، وحاول الروم جهدهم استرداد الاسكندرية الا انهم فشلوا في ذلك ، وبقيت مصر خاضعة للمسلمين .
اهم اعماله الادارية :
1) قسم الدولة الاسلامية الى ولايات ، وهي الدولة التي اتسعت بعد الفتوحات الاسلامية لتشمل بلاد الشام ، مصر ، بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس ، حيث قسم دولته الى ثمانية ولايات عربية و6 فارسية وعين على كل ولاية واليا عربيا مسؤولا امامه مباشرة ، وتابعا له مباشرة ، وظيفته قيادة الجيش ، ادارة الولاية والامامة في الصلاة وتعليم القران الكريم . الى جانب القاضي عمل موظفون اخرون هم :
** القاضي : الذي يحكم في المنازعات الدينية والمدنية عند المسلمين والمدنية فقط عن اهل الذمة وكان القاضي مسؤولا عن الناحية القضائية ومستقلا عن الوالي ومسؤولا مباشرة امام الخليفة .
** الجابي : وكان مسؤولا عن الناحية المالية وعن بيت المال ، مستقلا عن القاضي والوالي ومسؤولا مباشرة امام الخليفة .
اي ان الحكم حكم مركزي في يدي الخليفة عمر ، ولكي يضمن العدل في الولاية عين مفتشين لمراقبة الولاة في اعمالهم وموافته بكل ما يحدث واسند هذه الوظيفة لمن اشتهر بالصدق والامانة وغزارة العلم وهكذا فصل الخليفة بين الوالي والقاضي والجابي . وكان يطلب من الولاة ومساعديهم القدوم اليه في موسم الحج للتشاور معه في الامور الادارية وتقديم تقرير مفصل عن ادارتهم.
2) اختار الخليفة عم بن الخطاب ولاته من العرب حسب شروط معينة هي : القوة اي ان يكون الوالي قويا صاحب هيبة وتواضع يرحم الناس ولا يظلمهم بل يطبق العدل حسب الاسلام ومطيعا للخليفة وخاضعا له .
3)طبق نظام الشورى في الحكم واشرك عامة المسلمين في النقاش حول قضايا الدولة وكان يقول : " لا خلافة بدون شورى " وكان يستمع الى نقاش الحاضرين في مسجد الرسول ، اما الراي النهائي فكان له في القضايا التي كان يناقشها : رواتب الجند ، تعيين الموظفين والولاة وقادة الجيش.
4) وضع قانون التجنيد الالزامي الذي بواسطته الزم جميع المسلمين الذين بلغوا سن الجندية من الخدمة في المجال العسكري وبذلك تمكن من تجنيد عدد كبير من الجنود لحماية الدولة .
5)هو اول من وضع نظام الدوواوين في الاسلام ونقل هذا النظام عن الفرس كما تدل اللفظة الفارسية " ديفان " ومعناها ديوان ، فوضع ديوانا للمالية وهو ديوان الخراج او العطاء سجل فيه واردات الدولة وكيف تصرف ، فكان يدفع منها مصاريف الادارة وكان يقسم ما تبقى كل سنة بين العرب المسلمين ، حسب اسبقيتهم في الاسلام وخدمتهم وخاصة العسكرية . كما ووضع ديوان الجند ونظم به امور الدولة العسكرية .
6) هو اول من وضع التاريخ الهجري فجعل عام 622 م السنة الاولى من الهجرة .
7) جعل اللغة العربية رسمية في البلاد وقام بانشاء الامصار والثغور على حدود البلاد ، التي تحولت فيما بعد الى مدن سكانية كالبصرة ، طبريا .....